• صندوق النقد : يحذرالنمو العالمي قد يكون تحت الصفر في 2009

    11/03/2009

    صندوق النقد:يحذرالنمو العالمي قد يكون تحت الصفر في2009 للمرة الأولى منذ 60 عاما
      رئيسه قال إن مؤسسات مالية خاصة في الغرب تلقت دعما أكثر من القارة الأفريقية برمتها
     
     تحدث المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان أمس لأول مرة عن انكماش عالمي خلال 2009 ودق ناقوس الخطر حول انعكاسات الأزمة على القارة الإفريقية. وحذر مدير صندوق النقد الدولي لدى افتتاح مؤتمر يدوم يومين في دار السلام بتنزانيا من أن الأزمة تهدد على المدى القصير بدفع ملايين الأفارقة إلى البؤس وتأجيج النزاعات في القارة. وقال إن «لقاءنا يتم في فترة دقيقة من تاريخ أفريقيا». وأوضح ستروس كان أن «الأزمة العالمية التي نستطيع أن نصفها الآن بالانكماش الأكبر، تشكل خلفية قاتمة لمؤتمرنا».وقال إن توقعات صندوق النقد الدولي المقبلة «ستفيد عن نمو عالمي سلبي لأول مرة منذ ستين سنة». وأضاف «رغم أن الأزمة وصلت ببطء إلى سواحل أفريقيا، كلنا يعلم أنها واصلة وأن انعكاساتها ستكون شديدة» مشيرا إلى تدهور المبادلات التجارية، وتقلص تحويل الأموال من الجاليات الأفريقية وتضاؤل الاستثمارات الأجنبية والمساعدات. ويتوقع أن يبلغ النمو الاقتصادي في أفريقيا نحو 3% خلال 2009، بعيدا عن الـ 5.4% المسجلة عام 2008. وشدد على أنه «حتى هذه المعطيات قد تكون مفرطة في التفاؤل إذا تفاقمت الأزمة». وألح ستراوس كان على ضرورة التحرك سريعا من أجل أفريقيا حيث يشكل تفاوت الأداء الاقتصادي مسألة حياة أو موت. وقال إن «الخطر ليس اقتصاديا فحسب، بل ثمة خطر أكيد أن يغرق ملايين الأفارقة في الفقر». وأضاف إن «الأمر لا يقتصر فقط على حماية النمو الاقتصادي أو موارد العائلات، بل احتواء خطر أعمال العنف المدنية، وربما حتى الحرب». من جانبه اعتبر الرئيس التنزاني جاكايا كيكويتي أن «الأزمة الحالية تمثل أكبر خطر في التاريخ الحديث لتنمية أفريقيا». وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية تابع ستروس كان، إن «مؤسسات مالية خاصة في الدول المتطورة تلقت دعما ماليا أكثر من القارة الأفريقية برمتها» في إشارة مثلا إلى 170 مليار دولار التي منحتها الولايات المتحدة لإنقاذ شركة تأمين «ايه اي جي». وقال «في وقت يجد فيه المجتمع الدولي مئات المليارات من الدولارات لتسوية الأزمة لا يمكنني أن أقبل أن نكون عاجزين عن إيجاد مئات الملايين للدول ذات الموارد الضعيفة». وحذر الصندوق من أن التقدم الذي حققته القارة خلال السنوات العشر الماضية قد تذهب مهب الريح بسبب الأزمة. وأضاف «لا يقتصر الأمر على حماية النمو الاقتصادي أو مردود العائلات، بل أيضا على احتواء خطر أعمال العنف المدنية، وحتى الحروب».كما اعتبر أن جزءا من الحل يحتاج إلى مضاعفة موارد مؤسسته.وشدد صندوق النقد الدولي عدة مرات أخيرا على خطر نفاد موارده المتوافرة، أي قدرته على إقراض الدول التي تعاني من مشاكل، في حال استمرار الأزمة الاقتصادية. وأعرب ستروس كان في هذا الإطار عن «ثقته» في اتخاذ هذا الإجراء قبل قمة مجموعة العشرين في لندن في أبريل (نيسان). وسبق أن اتفقت الدول الأوروبية في مجموعة العشرين في قمة برلين في 22 فبراير (شباط) على «دعم مضاعفة موارد» الصندوق.
    كذلك ضم الأمين العام للأمم المتحدة سابقا كوفي انان صوته إلى التشاؤم السائد واصفا الأزمة بأنها «نسخة اقتصادية من تسونامي». ودعا انان الدول المانحة إلى احترام التزاماتها خلال قمة مجموعة الثماني المقبلة في يوليو (تموز) في ايطاليا. وانتقد الموسيقي والناشط الإيرلندي بوب غيلدوف نفاق الدول الثرية التي قال إنها لا تهتم إلا بنجاتها. وقال «إن رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو برلسكوني لا يعبأ تماما بذلك. فلماذا يذهب الأفارقة إلى (مجموعة الثماني) إذ إنهم لن يجنوا منها شيئا». وأعرب وزراء المالية الأوروبيون المجتمعون أول من أمس في بروكسل عن تأييدهم مضاعفة موارد صندوق النقد الدولي لتبلغ 500 مليار دولار لمواجهة الأزمة.
     

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية